الأحد، 1 يوليو 2012

زراعـة روح




زراعة روح

قرأت في احد الكتب منذ مده للدكتور مصطفى محمود رحمه الله ان الروح لاتموت ولا يصيبها الشيخوخه

لذلك تبقى خارج حلقة الفناء لتكون الشاهد الوحيد عليه وحتى بعد الموت تكون حاضره للسؤال والحساب

ولكني ارى ان الروح ايضا تمرض وتتقدم في العمر ويتجعد احساسها وقد تبقى قويه الى مالا نهايه

الروح لا تختلف كثيرا عن الجسد ولكن الفرق الجوهري ان المادي لا يؤثر فيه سوى مادي مثله

وكذلك المعنوي المحسوس غير الملموس لا يؤثر فيه سوى شي محسوس مثله

جسدك قد تحافظ عليه بممارسة الرياضه والانظمه الغذائيه الجيده والنوم المبكر وزيارة الطبيب كل فتره

والعكس صحيح قد تهمله بالتدخين وعدم ممارسة الرياضه ويصيبه الامراض والوهن في عمر مبكر

ولكن الروح علاجها وامراضها مختلفه والمختلف في الروح ان المرض فيها لا علاقة له بالسن

فهي كما اسلفت خارج دائرة الماديات والزمن يقيس اعمار الماديات اذن هو مادي مثلها

والادله على امراض النفس كثيره حتى في ديننا

من القران قوله تعالى

" كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون"

صدق الله العظيم

ومن الحديث قوله صلى الله عليه وسلم

َعنْ  أَبِي هُرَيْرَةَ  , عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَنَّهُ قَالَ : " إِنَّ  الْعَبْدَ إِذَا أَخْطَأَ خَطِيئَةً , نُكِتَ فِي قَلْبِهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ , فَإِنْ هُوَ نَزَعَ وَاسْتَغْفَرَ وَتَابَ صَقُلَتْ , وَإِنْ عَادَ زِيدَ فِيهَا , وَإِنْ عَادَ زِيدَ فِيهَا , وَإِنْ عَادَ زِيدَ فِيهَا , حَتَّى يَعْلُوَ قَلْبَهُ الرَّانُ الَّذِي ذَكَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ :  كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ سورة المطففين آية 14

 وهنا ذكر القلب في الحديث والقران وليس مقصود بهما المعنى العضوي وانما المعنى المعنوي وهي المحسوسات

قد نصاب بالحقد او يصبنا برد الانانيه وشلل في العفو وعمى في البصيره قد يغزوا روحنا فيروس النفاق او سرطان الغرور

وعندها نتحول الى معتلين ومقعدين يسيرون على اقدامهم في صورة اصحاء ويضل مرضنا كامن لا اعراض له

خلف الابتسامه المصطنعه والسعاده المصطنعه والراحه المصطنعه والرضى المصطنع

وتبقى الشكوه والعذاب دون تشخيص للمرض ودون معرفة لااسبابه

والسؤال هنا هل يمكن ان نزرع روح كما نزرع الكليه والقلب او ان نستبدلها بااخرى صناعيه ؟

واستشهد في الاجابه على هذا السؤال قول مصطفى محمود رحمه الله

هل معنى هذا أن العلم يستطيع أن يسوي لنا إنساناً يحس و يشعر و يمشي و يتكلم مثله مثلنا.. بمجرد تركيب بعض الوصلات الكهربائية و اللمبات و البطاريات الترانزستور.



 إن رجل الشارع حينما يقرأ هذه الأخبار يضحك.. و يقول بسذاجته المألوفة.. بقى معقول يخلقوا بني آدم.. طيب و حاينفخوا فيه الروح منين..



 و هي ليست ملاحظة ساذجة..



 إن هذه الملاحظة هي الفارق الوحيد العميق بين الآلة.. و الإنسان..

و الرئة الصناعية تتنفس، و لكنها لا تستطيع أن تلهث بالخوف و لا باللهفة.

 و القلب البلاستيك يدق.. و لكنه لا يستطيع أن يخفق بالحب و لا بالرغبة.

 و الشيء الذي ينقص هذه الأشياء نسميه الروح

من كتاب الاحلام

وصحيح هذا الكلام فالانسان برع في الماديات التي سخرها له الله سبحانه وتعالى ولا يقدر على ماتفرد الله بعلمه ومعرفته وهي الروح

حتى الطب النفسي الذي يعالج النفس والمحسوس يستخدم في ذلك المهدءات والمنومات والعقاقير وهي في الحقيقه وسائل ماديه

لا تعالج وانما هي نوع من انواع الهروب من ذلك الجلد الداخلي وقد يموت الاحساس بداخل الانسان ويفقد اهم ميزة له  

حسنا اذ لم نستطع ان نزرع روح فكيف نصلح الحاليه كيف نعالجها كيف يمكننا ان نتحسس هذا المرض غير الملموس 

الحل اولا في ادراك اننا على خطأ واننا بحاجه الى اعاده نظر ومصارحه لذواتنا ومحاوله الخروج من الانا الدنيا

من ذلك المربع المغلق بزوايا الرغبه والحاجه والمصلحه والشهوه الى اكتشاف انفسنا وامساك زمامها

والسيطره على تلك الانا بعقل الضمير ولو نظرت لااي مرض عضال لا يكون علاجه بالمركبات الكيمياءيه وفقط

وانما يحتاج الى تلك القوه العظيم القابعه في انفسنا وهي الاراده والعزيمه والاصرار وهذه هي اسرار العلاج الحقيقي

وكثيرا منا فاقد لذلك السلام الداخلي والرضى والاستقرار النفسي وقد يكون لا يكاد ينقصه شيء فااين الراحه

وهنا يتجلى السر الالهي فهو خالق هذه الروح وبيده سعادتها وشقائها

وقد نندهش عندما نسمع عن فلان الذي يسمع القران فيبكي واخر يزعم انه يشعر براحه غريبه وهو ساجد

فكلنا نسمع القران وكلنا نصلي فلماذا لا نبكي ولماذا لا نشعر بتلك الراحه هل هي اوهام يصدقها الانسان ليرتاح

ويبقى السؤال يجوب رأسك لماذا هو شعر بذلك ولست انا فاانا ايضا اصلي واسمع القران فاين الاختلاف

انا اقرأ القران ولكن كيف اقرأه انا اسجد ولكن كيف اسجد هل ادركت وعقلت مااقرأ وماافعل

هل تأملت هذه الايات يوما وحاولت ان افهم وهل حضرت بخضوع وتضرع لله في سجودي

دون ان افكر في ماذا افعل بعد الصلاه هل اذهب لفلان ام اتحدث الى فلان وتلك المشكله ماحلها

وهذه هي النقطه الفارقه بين من يبكي ومن يرتاح في السجود اننا نحمل الدنيا على اكتافنا

اثناء الصلاه وقراءة القران فتكون عبادتنا وقراءتنا دنيويه يعكر صفوها السرعه والارق والانشغال

ولكن الباكي والساجد هم يبكون ويسجدون بتلك الروح المؤمنه المسلمه الخاشعه والمتفكره

تاركين خلفهم الدنيا بكل مافيها ماان يسجدوا ويتعبدوا حتى تشغلهم عبادتهم عن الدنيا ومابها

فكلنا بحاجه الى ذلك التفكر والتدبر والبحث عن انفسنا عند خلقها ولا عجب في اننا منغصون  ومعاقبون

فلقد قال الله تعالى

 ((وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكً))

فهذا دليل واضع على انه لا علاج ولا راحه بغير رضى الله والتسليم بوحدانيته ولنكف عن هذا الاعراض ونفر من هذا الضنك

ونفتش عن الطرق التي لم نسلكها بعد لعلها هي الحل لما نعاني دون استهزاء او تكبر وغرور وان نسلم ان الانسان وضعيف ووحيد دون خالقه

هناك 3 تعليقات:

  1. أنا من عشاق الكاتب الكبير مصطفى محمود ..

    """

    عموما أنا سعيدة بتعرفي على مدونتك وان شاء الله من المتابعين لكل جديد ..

    بالتوفيق دائما.

    ردحذف
  2. اشكرك زيارتك اسعدتني واتمنى ان كل اللى اكتبه يعجبك

    ردحذف
  3. مقال فى غاية الرووووعة

    ردحذف